مع ابن تيميّة الحرّاني

مع ابن تيميّة الحرّاني:
واستدلّ العلاّمة الحلّي بالآية المباركة، فقال:
«البرهان الثالث: قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً).
روى أبو نعيم بإسناده إلى أبي سعيد الخدري، أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم دعا الناس إلى غدير خمّ…».
فأجاب ابن تيميّة مكرّراً ما قاله في الآية السابقة:
إنّ مجرّد عزوه إلى رواية أبي نعيم لا تفيد الصحّة!
وإنّ هذا الحديث من الكذب الموضوع باتّفاق أهل المعرفة بالموضوعات!
وهذا لا يعرفه أهل العلم بالحديث، والمرجع إليهم في ذلك.
وإنّ هذه الآية ليس فيها دلالة على عليٍّ ولا إمامته بوجه من الوجوه، بل فيها إخبار اللّه بإكمال الدين وإتمام النعمة على المؤمنين، ورضا الإسلام ديناً.
فدعوى المدّعي أنّ القرآن يدلّ على إمامته من هذا الوجه كذب ظاهر.
قال: «وإن قال: الحديث يدلّ على ذلك.
فيقال: الحديث إن كان صحيحاً فتكون الحجّة من الحديث لا من الآية، وإن لم يكن صحيحاً فلا حجّة في هذا ولا في هذا، فعلى التقديرين لا دلالة في الآية على ذلك…»(1).
أقول:
إنّ الاستدلال بالآية المباركة المفسَّرة بالحديث الصحيح… فالاستدلال إنّما هو بالقرآن لا بالحديث، والحديث المفسّر للآية صحيح وليس بموضوع… فما ذكره كذب وتعصّب وتناقض.

(1) منهاج السُنّة 7 / 52 ـ 55.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *